وتجمع أعضاء حزب سوريا المستقبل أمام مبناه في مدينة الرقة للإدلاء ببيان بمناسبة تأسيس الحزب،حيث قُرئ البيان من قبل الأمينة العامة للحزب سهام داوود.
و هنأ البيان في مستهله، ميلاد حزب سوريا المستقبل لكل السوريين وأعضائه، مستذكراً شهدائه وقال: "ننحني إجلالاً لهم".
البيان أوضح أن "طرح مشروع حزب سوريا المستقبل يأتي كضرورة ملحة لقيادة مرحلة سياسية تاريخية وسط الفوضى الموجودة وحل الأزمات العالقة وتحقيق الأهداف المنشودة".
مؤكداً أنه "الحزب يمثل هوية سوريا التعددية الغنية بلغاتها وثقافاتها وأديانها من أجل تحقيق أهدافها في الحرية والمساواة والعدالة، وبكل وضوح، فإننا نحدد رؤيتنا كحزب سياسي لا يخفي هويته الوطنية التي تمثل هموم وتطلعات ومصالح شعبنا السوري، وبكافة مكوناتها السياسية والثقافية".
وأشار البيان إلى أن "حزب سوريا المستقبل عابر للطائفية والمناطقية ويرفض الطائفية بكل أشكالها ويتمسك بالمواطنة الدستورية المتساوية,، ويعارض أي نهج شمولي يتخذ من الحزب الواحد نهجاً له، ووفق تاريخنا على مدى أربع سنوات من العمل السياسي وممارساته المشهودة, فإننا نمثل المعارضة الوطنية الديمقراطية المسؤولة, التي لا تناضل نيابة عن المجتمع أو بمعزل عنه، إنما تناضل مع المجتمع ومن أجله والسعي لرفع مستوى وعيه وتنظيم حركته وتعبئته, ونؤمن بالتآخي الإنساني والتضامن بين الشعوب ولسنا بمعزل عن محيطنا الإقليمي والدولي في تحقيق مصالح شعوبنا لا على حساب مصالح الشعب السوري كما حصل لدى الأطراف المتصارعة بل لمصالح كافة شعوب المنطقة".
حزب سوريا المستقبل لفت في بيانه قائلاً "عملنا طوال الفترة الماضية من أجل تقدم وتجاوز حالة الفوضى التي عانى منها أبناء سوريا على مدى 11عاماً والسعي إلى الحوار مع كافة الأطراف السياسية لحل الأزمة السورية وبيّنا مواقفنا على أن النظام اللامركزي هو البديل عن النظام، والذي يحقق العدالة الاجتماعية ويهدف إلى خير المجتمع لا إلى استغلاله, وتلبية حاجاته لا إلى تكريس السلطة والمال بيد قلة قليلة من أصحاب النفوذ".
وأكد البيان "سنبقى نواصل نضالنا للحفاظ على الشكل الديمقراطي الدستوري للبلاد وتحقيق الحريات لأبناء سوريا, ونؤكد أن القاعدة الجماهيرية هي ساحتنا الحيوية, والتي من خلالها يمكن قلب أسس الاستبداد وثقافة الإقصاء, ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله من خلال دعمنا لقوات سوريا الديمقراطية، وتعزيز دور الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تمثل تطلعات الشعب السوري وتحقيق الوحدة الديمقراطية, والاستقرار وتجاوز المآسي والدمار, والتمكن من مواجهة السياسات والهجمات التي تتم من قبل القوى الخارجية الممثلة بالاحتلال التركي والجماعات الموالية له".
وشدد البيان على ضرورة "إيقاف أي مشروع قومي أو ديني لشكل الدولة, ولن نقبل إقحام الدين بالشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي", كما شدد أيضاً على ضرورة أن يكون المواطنون "متساويين جميعاً وتفعيل دور المرأة والشبيبة لتحقيق الثورة المجتمعية التي تحققت بقيادة المرأة, في شمال وشرق سوريا والتي تحولت فيها المرأة إلى طاقة تمنح القوة للحياة المجتمعية, وكما لعب نضال وتضحيات الشبيبة بمشاركة جميع المكونات دوراً تاريخياً في خلق أخوة الشعوب".
وأوضح البيان "أن أي عملية تغيير في سلطة الحكم دون تناول شكل ومضمون نظام الحكم والدولة ومبادئها لن تجدي نفعاً في إحداث أي تحول نوعي ديمقراطي في الحياة السياسية والاقتصادية ولن تحقق العدالة الاجتماعية, لذلك فإن هوية سوريا التعددية تتطلب بناء الدولة التي تقف على مسافة متساوية من كافة القوميات والأديان لضمان حقوقهم في التعبير عن هويتهم بحرية كاملة، وهذا ما يستوجب إعادة صياغة دستور جديد للبلاد, والتحول إلى نظام الدولة اللامركزي الديمقراطية والحكم البرلماني التعددي".
واستذكر البيان "في هذا اليوم شهداء حزبنا وكافة الشهداء الذين قدموا أرواحهم في تحقيق الديمقراطية والعدالة لشعوب المنطقة خاصة والشعب السوري عامة".
واختتم البيان "إننا بمناسبة ذكرى تأسيس حزبنا وانطلاقته, نعاهد شعبنا السوري بكافة مكوناته بأننا سنواصل المسير من دون كلل أو ملل نحو سوريا المستقبل, وأن تكون سوريا الحرية والسلام والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".